الأربعاء، 8 فبراير 2012

أول مهندسة طيران إماراتية



بسم الله الرحمن الرحيم.



كنا قد وعدناكم بلقاء خاص مع أول مهندسة طيران إماراتية، المهندسة سعاد الشامسي، وكما جرت العادة هانحن نفي بوعودنا....

نبذة عن سعاد الشامسي:
23 سنة هو عمر أول إماراتية تحمل لقب مهندسة طائرات، وتعمل منذ عام ونصف العام في طيران الإمارات، وهي سعاد الشامسي ابنة دبي التي اختارت لنفسها طريقاً قلما أن تختاره فتاة إماراتية من جيل اليوم.

ليس هذا فقط بل اليوم تعمل المهندسة سعاد بقسم اصلاح وخدمة الطائرات وتحديداً في مجال الدواليب والمكابح ومعها 50 عاملاً من جنسيات مختلفة، اضافة إلى مهندسين، أحدهما إماراتي والآخر عراقي، إلا أنها تعد الأصغر سناً بين الجميع.

سعاد الشامسي التي تلزمها وظيفتها ارتداء حذاء من حديد خلال وجودها في مكان العمل حتى لا تتعرض أقدامها للخطر من جراء وقوع دولاب أو قطعة من المكابح على قدميها خصوصاً أن وزن الدولاب يتراوح بين 140 و150 كيلوجراماً وذلك بحسب حجم الطائرات ونوعها. أما وزن المكابح فيزن 80 كيلوجراماً.

الوصول إلى مكان عمل المهندسة سعاد الشامسي لم يكن سهلاً حين تصادفك الاجراءات المشددة من قبل فريق الأمن التابع لقسم هندسة طيران الإمارات وهي أمور واجبة خاصة ان المسؤولية كبيرة في هذه الأقسام ولا يدخلها من ليس له عمل.


وقد التقى مندوبنا الإعلامي بالمهندسة سعاد وكان بينهما الحوار التالي:




كيف بدأت سعاد مشوار عالم الطيران؟
استهواني عالم الطيران منذ نعومة أظافري, فبدءً من الألعاب ومن ثم مراقبتي لها من شرفة منزلنا وصولا بمتابعة كل جديد عنها. لقد أحببتها بصدق، كان شكلها يبعث في داخلي هواجس تصعب الكلمات عن وصفها، ومن زاوية أخرى اختلفت عن جميع من في سني, و كانت تحتويني تساؤلات كثيرة... كيف؟ أين؟ متى وكم... وعام بعد عام ازداد الإلحاح، وأعلمت أسرتي بنيتي في دراسة الطيران، ظن معظم أفراد العائلة بأنها أضغاث أحلام ولم يدركوا مدى جديتي في الموضوع.
لم أختر تخصصا حينها حتى المرحلة الإعدادية وبعد بحثي وقراءتي أكثر فأكثر، ملت إلى مجال هندسة الطيران وأعجبتني الفكرة فقررت دراستها.
كانت أول خطوة بعد تخرجي من الثانوية العامة هي حصولي على بعثة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – حفظه الله – لدراسة تخصص هندسة الطيران في بريطانيا، وتلك كانت البداية...

ما الذي جذبك لهذا المجال رغم معرفتك بأن أغلب من يعمل فيه هم من الذكور.
هوسي بعالم الطيران كان الدافع الأساسي إلى جانب أن مشاق المهنة وعقباتها ليست بالأمر اليسير، فقوة الإرادة وتحمل المسؤولية هي بعض سمات سعاد, وكما ذكرت إنه عالم ذكوري أكثر منه أنثوي، وهذا ما شد أزري لدخول المجال، فأردت أن أغير نظرة المجتمع عن الجنس اللطيف ودعما لشعار المساواة بين الرجل والمرأة من جهة عملية .

هل حصلتي على الدعم المطلوب؟ ومن من كان؟
بداية الفضل من الله عز وجل، ولا أنكر فضل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطال الله بعمره, فهو صاحب المنحة. والدعم الثاني من أسرتي التي أيقنت بعد حين أن سعاد هي مهندسة المستقبل، كانت الوالدة في المرتبة الأولى، وتلاها إخواني وأختي في المرتبة الثانية. وعند انتهائي من الدراسة وجدت الدعم من المسؤولين في عملي.

ما العقبات التي واجهت سعاد أثناء المشوار التعليمي؟
لك أن تتخيل ما سأقول ... أكبر العقبات التي واجهتني هي كوني الفتاة الوحيدة في هذا المجال في الجامعة .. ووجود العديد من الجنسيات المختلفة في الفصل أدى إلى تخوف البعض من التعامل معي، ولكن سرعان ما تلاشت هذه الأفكار بعد فترة زمنية قصيرة. ومن جهة أخرى حنيني إلى الوطن واشتياقي لأسرتي كان له وقع كبير من الصعوبة والتأثير النفسي، ولا أخفي عليك كدت على وشك التراجع عدة مرات، ولكن إصراري وإيماني بالله وبقدراتي ساعدني في مشواري.

كيف كان وقع خبر التخرج على سعاد؟
هل لي أن أضيف كلمة (أهل) قبل سعاد؟ فخبر التخرج علي كان مفرح ولكن ليس كوقعه على أسرتي والمجتمع ولله الحمد،،، الجميع بارك وفرح لي. بصراحة؟ لم أكن أتصور الضجة التي أحدثتها ذلك اليوم.

هل تعتقدين بأن المرأة الإماراتية قادرة على اقتحام حقول أخرى تنسب عادة إلى الذكور؟
لدي الإيمان بأن المرأة العربية والإماراتية خاصة قادرة على اجتياح مجالات أبعد من الطيران كانت تنسب إلى الذكور في ما مضى، فقدرتها على الاستمرارية مع الحفاظ على أنوثتها والتشبث بعاداتنا وتقاليدنا أوصلتها اليوم إلى العديد من المجالات من مثل الطب والعلوم العسكرية والحقول العلمية وما زالت في تقدم.

الآن وبعد التخرج... هل تعملين في المجال نفسه؟ وكيف ترين العمل هناك؟
بكل فخر،،، نعم... أعمل اليوم في طيران الإمارات وفي المجال ذاته، وتخصصت في مجال قد ابتعد عنه العديد من الطلاب الإطارات والمكابح. وعن العمل هناك...إنها متعة لا توصف، الجميع يعلم من هي سعاد وكلهم فخورون بوجودي بينهم، وبالرغم من عدم تمتعي بالخبرة التي يمتلكونها، فأنا بالنسبة لهم قدوة ومثلا أعلى.

هل تنصحين الإناث بالالتحاق بالتخصص نفسه؟
إن أرادت إحداهن الالتحاق بنفس تخصصي عليها أن تتحلى بالصبر والقوة والمسؤولية وعنصر الجرأة كجزء مهم بالنسبة لنا كإناث, فمجال الطيران مجال شيق ولكنه شاق في نفس الوقت.

هل لنا أن نقول بأن سعاد قد حققت الحلم؟
ليس بعد، لقد حققت الجزء الأصعب منه، فحالما أنتهي من امتحانات رخصة الطيران سأكون بمشيئة الله بلقب مهندس طيار، وذلك لن يكون قبل بداية عام 2010. والحلم الأكبر هو الانتهاء من الماجستير واستكمال الدكتوراه كخطة بعيدة المدى.

كلمة أخيرة....
أود أن أتقدم بالشكر لمنتدى الإمارات للطيران الذي أتاح لي الفرصة للتعبير عما يجول في خاطري وأتمنى لهذا الصرح دوام التقدم والازدهار

هناك تعليق واحد:

  1. امتحان القراءة التحليلة في اللغة العربية للصف الثاني من الفصل الدراسي الاول الإمارات
    https://imaratiauae.blogspot.com/2019/11/blog-post_280.html

    ردحذف