الاثنين، 6 فبراير 2012

أول إماراتية تدخل مجال الفورميلا




فيما تواصلت قناة تلفزيونية برازيلية أخيرا مع سائقة الفورميلا الإماراتية نهلة الرستماني لإجراء حوار معها حول آلية عملها في مجال رياضة الفورميلا، وقالت الرستماني أن الإعلام العربي يتجاهل الحضور المرئي والمقروء لمختلف العاملين في أنشطة حلبة السيارات المخصصة للسباقات الرياضية. وفي المقابل هناك اهتمام مكثف من الإعلام الغربي ، ما يجعلنا نتساءل: مامدى الدعم المجتمعي والحكومي لهذه الرياضة الفريدة المبنية على كيفية العلاقة التي تجمع سيارات الفورميلا وعشاقها، بأبعادها المعنوية والمادية؟ .
الرستماني وعبر حديثها المفعم بحماسة وحب هذه الرياضة أكدت لـ "البيان" أن تواجد المرأة في هذا المجال لايزال محكوما بعرف العادات والتقاليد، وقلة الوعي بأهمية هذه الرياضة البعيدة عمّا يتعارض مع أنوثة المرأة، بل هو اختيار إنسان يؤمن بسباق السيارات كممارسة تثري فعل الإثارة والتقنية و تنمية الفكر بمعرفة متنوعة تفتح مجالا أوسع لاستثمار الطاقات وتمثيلها الإمارات في الساحات العالمية.

سائق الفورميلا
قالت الرستماني إنها تعمل حاليا في حلبة ياس في أبوظبي، سبقتها تجربة في حلبة دبي من خلال المشاركة في عدة مراكز وظيفية منها: التسويق والمراقبة التقنية وتوقيت السباقات وتنظيم منصة التتويج وغيرها من التصنيفات العملية في المجال.
وعن سياق معايير العمل في الفورميلا، من هو السائق في الحلبة؟ قالت الرستماني: إن المسألة مرتبطة بالشغف والعشق، وليس مفهوما مرتبطا بالرجل أو المرأة، ونحن مجتمعياً بحاجة إلى التخلص من فكرة تصنيف الأعمال بين الجنسين، وأن تظل المسألة مبنية على اختيارات الأشخاص وإبداعاتهم الذاتية. إضافة إلى أن يكون لدى السائق الممارسة الدائمة وحب التعلم والخبرة التراكمية، " أقول دائما لنفسي سأذهب للحلبة، سأعيشها وأعايشها بعمق، وطموحي أبعد من الاكتفاء بالجلوس على المكتب ".
دعم مكلف
عندما نتحدث عن إبداعات شبابية وخاصة في مجال سباق السيارات، يفرض مفهوم الدعم نفسه في الحوار، معتبرة الرستماني أنه عادةً ما يسعى مختلف السائقين الشباب لإكمال مشروعه الرياضي، ولكنها بشكل عام تصل إلى مرحلة متقدمة لا تتكلل بالاستمرار فيه، موضحة أن السبب يعود إلى التكلفة العالية لترويج هذه الرياضة. ما يشير إلى الحاجة للمساندة التفاعلية من قبل المؤسسات المتخصصة، لأنها هيكلة متكاملة تحتاج إلى منهجية وخطة توجه تحرك المتسابقين المحليين إلى العالمية، وذلك باعتبارها ثقافية فنية وليست رياضية فقط. وفي ما يخص الدعم الخاص، لفتت إلى أن إقناع الشركات الخاصة في الإمارات يعتبر تحديا لأن أغلب الأضواء الإعلامية والمؤسسية مسلطة جل اهتمامها على رياضات مختلفة، متسببة في خلق جيل غير معني برياضة السيارات.

ثقافة سطحية
أوضحت نهلة أنها تسعى دائما إلى إرسال مختلف الدعوات للمواطنين للحضور والمشاركة في تشجيع المتسابقين الإماراتيين في سباقات عالمية، ولكنهم يلقون ضعفا في الإقبال والتواجد، معللة ذلك بسطحية ثقافة المجتمع تجاه رياضة سباق الفورميلا، فهم يرون أن هذه الرياضة عبارة عن سيارات تتحرك فقط بشكل حلقة دائرية في الحلبة مغلقة، لا جدوى من رؤيتها، طارحة سؤالامفاده: كيف تتم توعية الأفراد تجاه مسألة مرتبطة بحسبة تقنية وفنيات صعبة في سباق السيارات يحتاج إلى معرفة نوعية، يوازيها إثارة ودقة في الحوار المتضمن لغة تحددها الموهبة وروح التحدي.
و ترى الرستماني أن المخضرمين من العرب في مجال سباق الفورميلا غير داعم بشكل حقيقي وعملي للشباب، وهذا يشكل فجوة حقيقية ساهمت في تأخر هذه الرياضة في الإمارات والوطن العربي، فأغلب التعاونات تأتي من متخصصين أجانب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق