بسم الله الرحمن الرحيم.
كنا قد وعدناكم بلقاء خاص مع أول مهندسة طيران إماراتية، المهندسة سعاد الشامسي، وكما جرت العادة هانحن نفي بوعودنا....
نبذة عن سعاد الشامسي:
23 سنة هو عمر أول إماراتية تحمل لقب مهندسة طائرات، وتعمل منذ عام ونصف العام في طيران الإمارات، وهي سعاد الشامسي ابنة دبي التي اختارت لنفسها طريقاً قلما أن تختاره فتاة إماراتية من جيل اليوم.
ليس هذا فقط بل اليوم تعمل المهندسة سعاد بقسم اصلاح وخدمة الطائرات وتحديداً في مجال الدواليب والمكابح ومعها 50 عاملاً من جنسيات مختلفة، اضافة إلى مهندسين، أحدهما إماراتي والآخر عراقي، إلا أنها تعد الأصغر سناً بين الجميع.
سعاد الشامسي التي تلزمها وظيفتها ارتداء حذاء من حديد خلال وجودها في مكان العمل حتى لا تتعرض أقدامها للخطر من جراء وقوع دولاب أو قطعة من المكابح على قدميها خصوصاً أن وزن الدولاب يتراوح بين 140 و150 كيلوجراماً وذلك بحسب حجم الطائرات ونوعها. أما وزن المكابح فيزن 80 كيلوجراماً.
الوصول إلى مكان عمل المهندسة سعاد الشامسي لم يكن سهلاً حين تصادفك الاجراءات المشددة من قبل فريق الأمن التابع لقسم هندسة طيران الإمارات وهي أمور واجبة خاصة ان المسؤولية كبيرة في هذه الأقسام ولا يدخلها من ليس له عمل.
وقد التقى مندوبنا الإعلامي بالمهندسة سعاد وكان بينهما الحوار التالي:
كيف بدأت سعاد مشوار عالم الطيران؟
استهواني عالم الطيران منذ نعومة أظافري, فبدءً من الألعاب ومن ثم مراقبتي لها من شرفة منزلنا وصولا بمتابعة كل جديد عنها. لقد أحببتها بصدق، كان شكلها يبعث في داخلي هواجس تصعب الكلمات عن وصفها، ومن زاوية أخرى اختلفت عن جميع من في سني, و كانت تحتويني تساؤلات كثيرة... كيف؟ أين؟ متى وكم... وعام بعد عام ازداد الإلحاح، وأعلمت أسرتي بنيتي في دراسة الطيران، ظن معظم أفراد العائلة بأنها أضغاث أحلام ولم يدركوا مدى جديتي في الموضوع.
لم أختر تخصصا حينها حتى المرحلة الإعدادية وبعد بحثي وقراءتي أكثر فأكثر، ملت إلى مجال هندسة الطيران وأعجبتني الفكرة فقررت دراستها.
كانت أول خطوة بعد تخرجي من الثانوية العامة هي حصولي على بعثة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – حفظه الله – لدراسة تخصص هندسة الطيران في بريطانيا، وتلك كانت البداية...
ما الذي جذبك لهذا المجال رغم معرفتك بأن أغلب من يعمل فيه هم من الذكور.
هوسي بعالم الطيران كان الدافع الأساسي إلى جانب أن مشاق المهنة وعقباتها ليست بالأمر اليسير، فقوة الإرادة وتحمل المسؤولية هي بعض سمات سعاد, وكما ذكرت إنه عالم ذكوري أكثر منه أنثوي، وهذا ما شد أزري لدخول المجال، فأردت أن أغير نظرة المجتمع عن الجنس اللطيف ودعما لشعار المساواة بين الرجل والمرأة من جهة عملية .
هل حصلتي على الدعم المطلوب؟ ومن من كان؟
بداية الفضل من الله عز وجل، ولا أنكر فضل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطال الله بعمره, فهو صاحب المنحة. والدعم الثاني من أسرتي التي أيقنت بعد حين أن سعاد هي مهندسة المستقبل، كانت الوالدة في المرتبة الأولى، وتلاها إخواني وأختي في المرتبة الثانية. وعند انتهائي من الدراسة وجدت الدعم من المسؤولين في عملي.
ما العقبات التي واجهت سعاد أثناء المشوار التعليمي؟
لك أن تتخيل ما سأقول ... أكبر العقبات التي واجهتني هي كوني الفتاة الوحيدة في هذا المجال في الجامعة .. ووجود العديد من الجنسيات المختلفة في الفصل أدى إلى تخوف البعض من التعامل معي، ولكن سرعان ما تلاشت هذه الأفكار بعد فترة زمنية قصيرة. ومن جهة أخرى حنيني إلى الوطن واشتياقي لأسرتي كان له وقع كبير من الصعوبة والتأثير النفسي، ولا أخفي عليك كدت على وشك التراجع عدة مرات، ولكن إصراري وإيماني بالله وبقدراتي ساعدني في مشواري.
كيف كان وقع خبر التخرج على سعاد؟
هل لي أن أضيف كلمة (أهل) قبل سعاد؟ فخبر التخرج علي كان مفرح ولكن ليس كوقعه على أسرتي والمجتمع ولله الحمد،،، الجميع بارك وفرح لي. بصراحة؟ لم أكن أتصور الضجة التي أحدثتها ذلك اليوم.
هل تعتقدين بأن المرأة الإماراتية قادرة على اقتحام حقول أخرى تنسب عادة إلى الذكور؟
لدي الإيمان بأن المرأة العربية والإماراتية خاصة قادرة على اجتياح مجالات أبعد من الطيران كانت تنسب إلى الذكور في ما مضى، فقدرتها على الاستمرارية مع الحفاظ على أنوثتها والتشبث بعاداتنا وتقاليدنا أوصلتها اليوم إلى العديد من المجالات من مثل الطب والعلوم العسكرية والحقول العلمية وما زالت في تقدم.
الآن وبعد التخرج... هل تعملين في المجال نفسه؟ وكيف ترين العمل هناك؟
بكل فخر،،، نعم... أعمل اليوم في طيران الإمارات وفي المجال ذاته، وتخصصت في مجال قد ابتعد عنه العديد من الطلاب الإطارات والمكابح. وعن العمل هناك...إنها متعة لا توصف، الجميع يعلم من هي سعاد وكلهم فخورون بوجودي بينهم، وبالرغم من عدم تمتعي بالخبرة التي يمتلكونها، فأنا بالنسبة لهم قدوة ومثلا أعلى.
هل تنصحين الإناث بالالتحاق بالتخصص نفسه؟
إن أرادت إحداهن الالتحاق بنفس تخصصي عليها أن تتحلى بالصبر والقوة والمسؤولية وعنصر الجرأة كجزء مهم بالنسبة لنا كإناث, فمجال الطيران مجال شيق ولكنه شاق في نفس الوقت.
هل لنا أن نقول بأن سعاد قد حققت الحلم؟
ليس بعد، لقد حققت الجزء الأصعب منه، فحالما أنتهي من امتحانات رخصة الطيران سأكون بمشيئة الله بلقب مهندس طيار، وذلك لن يكون قبل بداية عام 2010. والحلم الأكبر هو الانتهاء من الماجستير واستكمال الدكتوراه كخطة بعيدة المدى.
كلمة أخيرة....
أود أن أتقدم بالشكر لمنتدى الإمارات للطيران الذي أتاح لي الفرصة للتعبير عما يجول في خاطري وأتمنى لهذا الصرح دوام التقدم والازدهار
فيما تواصلت قناة تلفزيونية برازيلية أخيرا مع سائقة الفورميلا الإماراتية نهلة الرستماني لإجراء حوار معها حول آلية عملها في مجال رياضة الفورميلا، وقالت الرستماني أن الإعلام العربي يتجاهل الحضور المرئي والمقروء لمختلف العاملين في أنشطة حلبة السيارات المخصصة للسباقات الرياضية. وفي المقابل هناك اهتمام مكثف من الإعلام الغربي ، ما يجعلنا نتساءل: مامدى الدعم المجتمعي والحكومي لهذه الرياضة الفريدة المبنية على كيفية العلاقة التي تجمع سيارات الفورميلا وعشاقها، بأبعادها المعنوية والمادية؟ .
الرستماني وعبر حديثها المفعم بحماسة وحب هذه الرياضة أكدت لـ "البيان" أن تواجد المرأة في هذا المجال لايزال محكوما بعرف العادات والتقاليد، وقلة الوعي بأهمية هذه الرياضة البعيدة عمّا يتعارض مع أنوثة المرأة، بل هو اختيار إنسان يؤمن بسباق السيارات كممارسة تثري فعل الإثارة والتقنية و تنمية الفكر بمعرفة متنوعة تفتح مجالا أوسع لاستثمار الطاقات وتمثيلها الإمارات في الساحات العالمية.
سائق الفورميلا
قالت الرستماني إنها تعمل حاليا في حلبة ياس في أبوظبي، سبقتها تجربة في حلبة دبي من خلال المشاركة في عدة مراكز وظيفية منها: التسويق والمراقبة التقنية وتوقيت السباقات وتنظيم منصة التتويج وغيرها من التصنيفات العملية في المجال.
وعن سياق معايير العمل في الفورميلا، من هو السائق في الحلبة؟ قالت الرستماني: إن المسألة مرتبطة بالشغف والعشق، وليس مفهوما مرتبطا بالرجل أو المرأة، ونحن مجتمعياً بحاجة إلى التخلص من فكرة تصنيف الأعمال بين الجنسين، وأن تظل المسألة مبنية على اختيارات الأشخاص وإبداعاتهم الذاتية. إضافة إلى أن يكون لدى السائق الممارسة الدائمة وحب التعلم والخبرة التراكمية، " أقول دائما لنفسي سأذهب للحلبة، سأعيشها وأعايشها بعمق، وطموحي أبعد من الاكتفاء بالجلوس على المكتب ".
دعم مكلف
عندما نتحدث عن إبداعات شبابية وخاصة في مجال سباق السيارات، يفرض مفهوم الدعم نفسه في الحوار، معتبرة الرستماني أنه عادةً ما يسعى مختلف السائقين الشباب لإكمال مشروعه الرياضي، ولكنها بشكل عام تصل إلى مرحلة متقدمة لا تتكلل بالاستمرار فيه، موضحة أن السبب يعود إلى التكلفة العالية لترويج هذه الرياضة. ما يشير إلى الحاجة للمساندة التفاعلية من قبل المؤسسات المتخصصة، لأنها هيكلة متكاملة تحتاج إلى منهجية وخطة توجه تحرك المتسابقين المحليين إلى العالمية، وذلك باعتبارها ثقافية فنية وليست رياضية فقط. وفي ما يخص الدعم الخاص، لفتت إلى أن إقناع الشركات الخاصة في الإمارات يعتبر تحديا لأن أغلب الأضواء الإعلامية والمؤسسية مسلطة جل اهتمامها على رياضات مختلفة، متسببة في خلق جيل غير معني برياضة السيارات.
ثقافة سطحية
أوضحت نهلة أنها تسعى دائما إلى إرسال مختلف الدعوات للمواطنين للحضور والمشاركة في تشجيع المتسابقين الإماراتيين في سباقات عالمية، ولكنهم يلقون ضعفا في الإقبال والتواجد، معللة ذلك بسطحية ثقافة المجتمع تجاه رياضة سباق الفورميلا، فهم يرون أن هذه الرياضة عبارة عن سيارات تتحرك فقط بشكل حلقة دائرية في الحلبة مغلقة، لا جدوى من رؤيتها، طارحة سؤالامفاده: كيف تتم توعية الأفراد تجاه مسألة مرتبطة بحسبة تقنية وفنيات صعبة في سباق السيارات يحتاج إلى معرفة نوعية، يوازيها إثارة ودقة في الحوار المتضمن لغة تحددها الموهبة وروح التحدي.
و ترى الرستماني أن المخضرمين من العرب في مجال سباق الفورميلا غير داعم بشكل حقيقي وعملي للشباب، وهذا يشكل فجوة حقيقية ساهمت في تأخر هذه الرياضة في الإمارات والوطن العربي، فأغلب التعاونات تأتي من متخصصين أجانب.
أول مصورة إماراتية تغزو ملاعب كرة القدم فاطمة آل علي الشيلة والعباية لم تكن عائقاً أمام نجاحيالاتحاد / موهبة متميزة تجمع بين جمالية الإبداع والجودة الحرفية، تأنس بعالم التصوير الرياضي فترصد حركات اللاعبين بكل دقة وإتقان، لكل لقطة في كاميراتها حكاية ورواية. باعتبار أن الصورة لغة ذات ثروة لا يفهمها إلا من التقطها، فهي ليس مجرد تصوير لقطة وضغطة زر فقط، إنما هي إيقاف لحظة من الزمن تحكي أكثر ما نستطيع أن نقول.فاطمة آل علي طالبة في جامعة زايد في السنة الرابعة تخصص إدارة نظم المعلومات لم يمنعها كونها فتاة أن يكون لديها طموح وحلم، في أن تكون أول مصورة إماراتية تغزو ملاعب الرجال في كل الرياضات. في حوارنا معها تكشف الكثير من الأسرار والخبايا في عالم الملاعب. عن ذلك تقول “أعتبر دخولي إلى الملاعب الرجالية لالتقاط الصور نجاحا بحد ذاته ودليلا على قدرة الفتاة الإماراتية على الدخول في كل المجالات مهما كانت الصعاب والنظرات. مشيرة “لقد حققت ما أريده من خلال دخول الملاعب الذي لازال حكراً على الرجال واستطعت إثبات تفوقي على الكثير من المصورين الرياضيين”.رفض الأسرة تصمت آل علي وتتذكر رفض الأهل في بداية أمرها. وتقول بتفاؤل “في البداية كان هناك رفض تامً وصريح من قبل الأسرة. كيف لفتاة وهي ترتدي الزي الإماراتي أن تدخل الملاعب الرجالية تقف 90 دقيقة لتصور مساحة ملعب يبلغ طوله من (90- 120) وعرضه (45-90) وأعين الجمهور على المدرجات تراقب حركاتها وترصد لقطاتها التي تلتقطها العدسة”. تبتسم آل علي وتقول: “رفض الأهل هو الذي دفعني لإثبات قدرتي وجدارتي على الدخول في معترك عالم الرياضة، وهذا التحدي جعلني أكون أول فتاة إماراتية تخترق مجال التصوير الرياضي، هوايتي لا تعتمد فقط على تصوير مباريات الرجال في كرة القدم، إنما أصور جميع أنواع الرياضات الرجالية والنسائية وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة. وتسترسل “هذا الرفض من قبل الأهل تحول في نهاية الأمر إلى تشجيع ومساندة قوية ليس في محيط الأسرة وإنما تعدى ذلك إلى قاعات وأروقة جامعة زايد للطالبات، بعد أن كانت نظرات الاستغراب من قبل الكثير من طالبات الجامعة لدخول ملاعب الرجال تحول ذلك إلى مساندة وتشجيع وتحفيز من الكثير من الصديقات على مواصلة المشوار الذي بدأته في التميز في التصوير الرياضي”. تصريح مباراةبدايتها كانت مع نادي العين لكن تحولت إلى نادي الوحدة تكشف فاطمة آل علي سر الانتقال. وتقول “في البداية لم أكن متعاونة مع أي نادي رياضي. لكن بفضل أحد مصوري نادي العين استطعت الحصول على تصريح لتصوير مباريات نادي العين ومنذ ذلك الوقت وأنا أصور لهم، حتي حانت ساعة انتقالي.